جزيرة سانت كيلدا
سانت كيْلدَا هي مجموعة من الجزر غير المأهولة بالسكان في شمالي الأطلسي. ويقع هذا الأرخبيل البركاني للجزر بمناظره الطبيعية الخلابة على مسافة 64 كم من أقصى الطرف الشمالي لجزيرة يوست الشمالية على طول شواطئ جزر هيبريد في آوتر، بأسكتلندا.
وهو يتألف من جزر هيرتا ودان وسواي و بوريراي ويشكل إحدى أكبر الشواطئ الصخرية الاوروبية التي تشكل موطناً لأصناف من الطيور النادرة المهددة بالخطر كبطات الصخور. ورغم خلوه من السكان منذ عام 1930، حافظ هذا الأرخبيل على آثار لوجود بشري يعود الى أكثر من ألفي سنة في ظروف جزر هيبريد القاسية.
في منتصف القرن التاسع عشر، بدأ سكان الجزر استقبال السياح لزيادة الاتصال مع العالم الخارجي وجعلهم يكتشفون مختلف الحياة والقصور الخاصة بهم في الجزيرة. وحينها بدأ السكان استيراد المواد الغذائية والوقود ومواد البناء في محاولة لتحسين الحياة في الجزيرة، وتدريجيا أصبحت تعتمد على هذه الإمدادات.
خلال الحرب العالمية الأولى، ووجود "القوات البحرية الملكية" في الجزيرة تحسن الاتصالات مع البر الرئيسي. ولكن للمرة الأولى في التاريخ، كانت هناك شحنات منتظمة للبريد والغذاء. عندما تم سحب هذه الخدمات في نهاية الحرب . وزادت مشاعر العزلة . وأصبح نقص الغذاء أكثر حدة وأكثر تواترا. وأدت الى الافتقار للرعاية الطبية. وجاء يوم رحيلهم مع وفاة امرأة شابه مرضت بالتهاب الزائدة الدودية في كانون الثاني/يناير 1930، واخذت إلى البر الرئيسي لتلقي العلاج. بعد تلك الحادثة، اتخذ السكان قرارا جماعياً بمغادرة تلك الجزيرة . وتم تقديم عريضة كتبت إلى الحكومة طالبة الإجلاء من الجزر والتي وقعها سكان الجزر العشرين.
وجاء في العريضة : "لم نطلب أن نسوّى معاً كمجتمع مستقل، ولكن في الوقت نفسه , نحن جماعة بحاجة ماسة جداً للمساعدة، ونقلنا من مكاننا إلى مكان آخر، حيث ستكون هناك فرص أفضل لتأمين معيشتنا". في 29 أغسطس 1930، تم إجلاء سكان سانت كيلدا الستة والثلاثين المتبقية وتوطينهم في البر الرئيسي. وأصبحت هذه الجزر في عام 1986 في المقام الأول في اسكتلندا وتم تسجيل أسماء الجزر في "موقع اليونسكو للتراث العالمي". بل واصبحت واحدة من الأماكن 24 فقط على هذا الكوكب التي منح لها هذا الوضع لأهميتها الطبيعية والثقافية. في الوقت الحالي يقوم آلاف السياح بزيارة جزيرة مشعر لاستكشاف هذه المدينة المهجورة.

وتشمل هذه الآثار البشرية مباني مشيدة وأنظمة لاستغلال الأراضي الزراعية تعرف بالعنابر، ومنازل حجرية تقليدية تتميز بها الهايلاندز، كما تجسّد آثاراً هشة لاقتصاد اكتفاء ذاتي قائم على المنتوجات المرتبطة بالطيور والزراعة وتربية الغنم. وتعد جزيرة سانت كيلدا في حد ذاتها ملاذًا للطيور، وبها قاعدة عسكرية. وعلى مقربة منها جزيرة صوي الصغيرة، حيث تعيش أغنام الموفلون.
****
تعليقات